سيلينا .. رحلة في زمن الرحابنة الجميل

حملت لنا دمشق مفاجئتين معاً.

ولادة مدينة السينما الحديثة بإطلالة أنيقة وبداية رائعة مع فيلم سيلينا من إخراج حاتم علي

كان موعدي بالأمس مع حلم جميل. حلم لم أرغب بالاستيقاظ منه وأشعر أنه كان حال جميع الموجودين في صالة العرض. كنا جميعاً بحاجة لعمل راقي كالذي تم إعداده يهرب بنا من هذه الدنيا ويعيدنا إليها بنفس القوة والزخم الروحي.

تدور قصة الفيلم التي أخذت من مسرحية (هالة والملك) للأخوين الرحباني عن قرية سيلينا التي تحتفل كل عام بعيد الوجه الثاني والذي يقوم فيه أبناء القرية بالتنكر. تأتي إلى هذه القرية الفتاة البسيطة (هالة) مع والدها لبيع أقنعة التنكر حيث تجد بانتظارها مفاجأة بعد أن يقوم الملك بإلغاء الاحتفال بهذا العيد انتظاراً لوصول الأميرة.

أكثر ما أعجبني هو كيفية دمج الإخراج المسرحي بالفيلم بالإضافة إلى براعة عدسة التصوير التي جالت بين المشاهد لتنقل لنا براعة النص وذكائه. ومن الجميل حقاً أن يكون هذا العمل هو مزج بين حضارة لبنان وسوريا ليجمع نخبة الممثلين في ساحة واحدة.. ساحة سيلينا.

لا أستطيع أن أفسر سبب اختيار ميريام فارس لهذا الدور الذي بدا فضفاضاً عليها. شعرت وأنا أشاهدها أنها ستقوم في أي لحظة بغناء “أنا مش أنانية أنانية أنانية” للملك. كما لم أفهم سبب اختيار باسل خياط أو كما بدا لي (أنتونيو بانديرس) ليرمقنا بنظراته الخلابة الساحرة التي لا تحمل أي إضافة تذكر للفيلم.

في النهاية أنصح الجميع بعيش تجربة سيلينا، فهي لا تأتي كل يوم، ولا شك لدي بأنكم ستخرجون منها بشعور مختلف.